سرطان الثدي: الأسباب، الأعراض والعلاج

سرطان الثدي: الأسباب، الأعراض والعلاج

سرطان الثدي: الأسباب، الأعراض والعلاج

Blog Article

يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء حول العالم. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتم تشخيص أكثر من 2 مليون حالة جديدة سنوياً، وهو يمثل حوالي 12% من جميع حالات السرطان الجديدة.

سرطان الثدي هو نمو غير طبيعي لخلايا الثدي التي تتكاثر بشكل خارج عن السيطرة، مما يؤدي إلى تكوّن ورم قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم علاجه. على الرغم من أنه يصيب النساء بشكل رئيسي، إلا أن الرجال أيضاً قد يصابون به، وإن كان بنسبة أقل بكثير.

ما هو سرطان الثدي؟

يبدأ سرطان الثدي عندما تبدأ خلايا الثدي في النمو بشكل غير طبيعي. هذه الخلايا تنقسم بسرعة أكبر من الخلايا السليمة وتستمر في التراكم، مكونة كتلة أو ورم. قد تنتشر الخلايا السرطانية (النقائل) عبر الثدي إلى العقد الليمفاوية أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.

أنواع سرطان الثدي الرئيسية:

  • سرطان القنوات الموضعي (DCIS): هو نوع غير غازي حيث توجد خلايا غير طبيعية في قنوات الحليب ولكنها لم تنتشر خارج القنوات.
  • سرطان الفصيصات الموضعي (LCIS): ينمو في الغدد المنتجة للحليب (الفصيصات) ولكنه لم يغزو الأنسجة المحيطة.
  • سرطان القنوات الغازي (IDC): أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعاً، يبدأ في قنوات الحليب ثم يغزو أنسجة الثدي المحيطة.
  • سرطان الفصيصات الغازي (ILC): يبدأ في الفصيصات ثم ينتشر إلى الأنسجة المحيطة.
  • سرطان الثدي الالتهابي (IBC): نوع نادر ولكنه عدواني، يجعل الثدي يبدو أحمر ومتورماً.
  • سرطان الثدي الثلاثي السلبي: لا يحتوي على مستقبلات الإستروجين أو البروجسترون أو HER2.
  • سرطان الثدي الإيجابي لـ HER2: ينمو بسرعة بسبب وجود بروتين HER2 الزائد.

أسباب وعوامل خطر سرطان الثدي

لا يوجد سبب واحد لسرطان الثدي، ولكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به:

عوامل لا يمكن تغييرها:

  • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال بمئات المرات.
  • العمر: يزيد الخطر مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن 50.
  • التاريخ العائلي: وجود أقارب من الدرجة الأولى (أم، أخت، ابنة) مصابات يزيد الخطر.
  • الطفرات الجينية: مثل BRCA1 وBRCA2 تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة.
  • التاريخ الشخصي: الإصابة سابقاً تزيد خطر الإصابة في الثدي الآخر.
  • الدورة الشهرية المبكرة (قبل 12 سنة) أو انقطاع الطمث المتأخر (بعد 55 سنة).
  • كثافة أنسجة الثدي: الثدي الكثيف يزيد خطر الإصابة.

عوامل يمكن التحكم فيها:

  • عدم ممارسة النشاط البدني: الخمول يزيد الخطر.
  • زيادة الوزن أو السمنة: خاصة بعد انقطاع الطمث.
  • استخدام الهرمونات: مثل العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث.
  • التاريخ الإنجابي: عدم الإنجاب أو الإنجاب بعد سن 30.
  • شرب الكحول: يزيد الخطر مع زيادة الكمية.
  • التعرض للإشعاع: خاصة في منطقة الصدر في سن مبكرة.

من المهم أن نذكر أن وجود عامل خطر أو حتى عدة عوامل لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض، كما أن الكثير من المصابات لا يكنّ لديهن أي عوامل خطر معروفة.

أعراض سرطان الثدي

تختلف أعراض سرطان الثدي من شخص لآخر، وقد لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة. بعض العلامات التحذيرية تشمل:

  • كتلة جديدة في الثدي أو تحت الإبط (أكثر الأعراض شيوعاً)
  • تغير في حجم أو شكل الثدي
  • إفرازات من الحلمة (خاصة إذا كانت دموية)
  • تغيرات في جلد الثدي مثل الاحمرار أو التنقير (يشبه قشر البرتقال)
  • ألم في الثدي أو الحلمة
  • انقلاب الحلمة إلى الداخل
  • تقشر أو سماوة جلد الحلمة أو الثدي

معظم كتل الثدي (حوالي 80%) تكون غير سرطانية (أورام حميدة)، ولكن أي تغيير جديد يجب فحصه من قبل الطبيب في أسرع وقت ممكن.

تشخيص سرطان الثدي

عند الاشتباه بوجود سرطان الثدي، يتبع الأطباء سلسلة من الفحوصات لتأكيد التشخيص:

1. الفحص السريري:

يقوم الطبيب بفحص الثديين والمنطقة تحت الإبط للبحث عن أي كتل أو تغيرات أخرى.

2. التصوير:

  • الماموجرام (تصوير الثدي بالأشعة السينية): الفحص الأساسي للكشف المبكر.
  • الموجات فوق الصوتية للثدي: تساعد في تمييز الأكياس (المملوءة بالسوائل) من الأورام الصلبة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم في بعض الحالات عالية الخطورة.

3. الخزعة:

أخذ عينة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر، وهي الطريقة الوحيدة لتأكيد الإصابة بالسرطان. هناك عدة أنواع من الخزعات:

  • خزعة بالإبرة الدقيقة (FNA)
  • خزعة بالإبرة الأساسية
  • خزعة جراحية (إزالة كل الكتلة أو جزء منها)

4. فحوصات إضافية:

بعد التأكد من التشخيص، قد يتم إجراء فحوصات لتحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره:

  • فحوصات الدم
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT)
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)
  • فحص العظام

مراحل سرطان الثدي

يتم تصنيف سرطان الثدي إلى مراحل من 0 إلى IV بناءً على حجم الورم وانتشاره:

  • المرحلة 0: سرطان غير غازي (موضعي) مثل DCIS أو LCIS
  • المرحلة I: ورم صغير (أقل من 2 سم) ولم ينتشر إلى العقد الليمفاوية
  • المرحلة II: ورم أكبر (2-5 سم) أو انتشر إلى عدد قليل من العقد الليمفاوية تحت الإبط
  • المرحلة III: ورم كبير (أكثر من 5 سم) أو انتشر بشكل أكبر إلى العقد الليمفاوية أو أنسجة قريبة
  • المرحلة IV (النقيلي): انتشر السرطان إلى أعضاء بعيدة مثل العظام أو الكبد أو الرئتين أو الدماغ

علاج سرطان الثدي

يعتمد العلاج على نوع السرطان، مرحلته، وحالة المريضة الصحية. تشمل الخيارات العلاجية:

1. الجراحة:

  • استئصال الورم (الاستئصال الجزئي): إزالة الورم مع هامش من الأنسجة السليمة حوله.
  • استئصال الثدي: إزالة كل أنسجة الثدي، قد يكون كلياً أو جزئياً.
  • استئصال العقد الليمفاوية: إزالة العقد تحت الإبط لفحصها.
  • إعادة بناء الثدي: جراحة تجميلية يمكن إجراؤها في نفس وقت الاستئصال أو لاحقاً.

2. العلاج الإشعاعي:

استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، غالباً بعد الجراحة لتقليل خطر عودة السرطان.

3. العلاج الكيميائي:

أدوية تقتل الخلايا سريعة النمو، تستخدم قبل الجراحة (لتصغير الورم) أو بعدها (لقتل أي خلايا متبقية).

4. العلاج الهرموني:

للسرطانات الحساسة للهرمونات (ER+ أو PR+)، يعمل على منع الهرمونات من تغذية الخلايا السرطانية.

5. العلاج الموجه:

أدوية تستهدف بروتينات معينة في الخلايا السرطانية (مثل HER2).

6. العلاج المناعي:

يساعد الجهاز المناعي على محاربة السرطان، يستخدم في بعض الحالات المتقدمة.

يتم في كثير من الأحيان الجمع بين عدة علاجات للحصول على أفضل النتائج. قرارات العلاج تتخذ من قبل فريق متعدد التخصصات يشمل جراحين وأطباء أورام وأشعة وغيرهم.

الوقاية من سرطان الثدي

بينما لا يمكن منع سرطان الثدي تماماً، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتقليل more info الخطر:

الكشف المبكر

إجراء الفحوصات الدورية مثل الماموجرام وفقاً للتوصيات الطبية. الفحص الذاتي الشهري للثدي يساعد في التعرف على أي تغيرات مبكراً.

الحفاظ على وزن صحي

خاصة بعد انقطاع الطمث، حيث ترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة.

ممارسة النشاط البدني

على الأقل 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط القوي.

التغذية الصحية

نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، مع تقليل الدهون المشبعة.

الحد من الكحول

أو الامتناع عنه، حيث أن أي كمية تزيد الخطر.

الرضاعة الطبيعية

إذا أمكن، حيث ترتبط بانخفاض خطر الإصابة.

تجنب العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث

أو استخدامه لأقصر فترة ممكنة وبأقل جرعة.

الخيارات الوقائية للنساء عالية الخطورة

مثل الأدوية الوقائية (تاموكسيفين، رالوكسيفين) أو الجراحة الوقائية في حالات نادرة.

الحياة بعد سرطان الثدي

تتضمن رحلة التعافي من سرطان الثدي عدة جوانب:

1. المتابعة الطبية:

فحوصات منتظمة للكشف عن أي عودة للسرطان أو آثار جانبية للعلاج.

2. إدارة الآثار الجانبية:

مثل الوذمة الليمفاوية (تورم الذراع)، ألم الأعصاب، التعب، أو مشاكل الخصوبة.

3. الدعم النفسي:

العلاج النفسي أو مجموعات الدعم تساعد في التعامل مع القلق والاكتئاب.

4. إعادة التأهيل:

تمارين خاصة لاستعادة قوة وحركة الذراع والكتف بعد الجراحة.

5. العودة إلى الحياة الطبيعية:

بما في ذلك العمل والعلاقات والنشاطات اليومية.

الكثير من الناجيات من سرطان الثدي يعشن حياة طويلة وكاملة بعد العلاج. التقدم في طرق التشخيص والعلاج أدى إلى تحسن كبير في معدلات البقاء على قيد الحياة.

حقائق وإحصائيات عن سرطان الثدي

  • سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم.
  • حوالي 1 من كل 8 نساء ستصاب بسرطان الثدي خلال حياتها.
  • معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات تصل إلى 90% عند الكشف المبكر.
  • الرجال يشكلون أقل من 1% من جميع حالات سرطان الثدي.
  • في الدول النامية، يتم تشخيص معظم الحالات في مراحل متأخرة بسبب نقص الوعي وبرامج الفحص.
  • تقل معدلات الوفاة بسرطان الثدي بنسبة 1-2% سنوياً بسبب التقدم في العلاج والكشف المبكر.

الوعي بسرطان الثدي

شهر أكتوبر/تشرين الأول هو الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، حيث يتم تنظيم حملات في جميع أنحاء العالم لزيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر والعلاج. الشريط الوردي هو الرمز العالمي للتضامن مع المصابات.

زيادة الوعي المجتمعي تلعب دوراً حاسماً في:

  • تشجيع النساء على إجراء الفحوصات الدورية
  • التعرف على الأعراض المبكرة
  • تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض
  • تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية
  • زيادة التمويل لأبحاث سرطان الثدي

Report this page